الخميس، ١ نوفمبر ٢٠٠٧

رحلة عجيبة !

اليوم يوم الأحد الموافق 28 أكتوبر 2007

في ظهر يوم الجمعة الفائت ..
كنت أجري بسرعة ...
بسرعة جدا ...
حتى جونسون .. ذلك المتسابق الامريكي السريع ... ماكان ليسبقني !
تخيل ....
وعلى ظهري كانت حقيقة اللابتوب .. !
وعلى " رأسي " .. حقيبة السفر الحمراء الصغيرة خاصتي .....
كانت ثقيلة .. لكني لم أشعر بوزنها .. لأني كنت أجري ..
وكنت أجري بسرعة أكثر بعض الأحيان ...
نعم .. كان المشهد غريب وعجيب !
لأن ساعتي ذات الأرقام الرقمية كانت ستصل إلى وقت الاقلاع الرقمي !
وهنا في فرنسا يحسبون للوقت ألف حساب .. بل ربما أكثر !
وقبل هذا المشهد بخمس دقائق كنت على أحد الحافلات التي كنت أظن أنها ستقربني من محطتي ..
لأصل أسرع !
لكني اخطات اختيار الحافلة .. ففد كانت وجهتها مغايرة جدا !
سألت السائق أن يتوقف عندما صارت الاشارة حمراء ...
لكنه رد بدون اكتراث : عند المحطة القادمة سأقف !
نزلت .. وجريت ..
وصاحبي هناك ينتظر ...
منذ دقائق أخرى كنت معه على الهاتف وأخبرته بقربي !
لكنه لا يعلم بقصة الحافلة ..
فظل ينتظرني ..
وانا أجري أسرع ..
حتى اتصل فيني حبيب آخر من الكويت يسأل عني وعن احوالي ..
وانا أجري بسرعة ..
سألته اني في طريقي للسفر ..
وان يحادثني في وقت آخر ...
اللهم باركلي في وقتي وقني عذاب النار ..
تعبت من الجري .. أمشي قليلا ..
ثم أجري ..
حتى رأيت بوابة محطة القطار أمامي ...
ودقائق قليلة جدا على اقلاعه إلى باريس ..
فرحت ...
ها قد وصلت قبل الاقلاع ..
الحمدلله ..
ادخلت يدي في جيبي لاخرج التذاكر !
لأرى أي بواية .. وأي قطار ... ؟
لم أجد إلا دفتر الخصم !
أين التذاكر لا أدري ... !
وصاحبي على الخط ... ها وصلت ؟
نعم وصلت ..
لكن علي ان أرجع ... فقدت شيئا ..
وسأحاول ان ألحق على القطار التالي ..
اجابني : ماذا فقدت ؟
رددت : التذاكر ... اظنني فقدتهم وانا أجري ..
حسنا .. حسنا .. حاول ان تجدهم ! ، رد علي بسرعة .
الحمدلله ..
خيرة ان شاء الله ..
هنا أيضا .. تستطيع اللحاق بالقطار التالي . أو استرداد نقودك ان لم تمر ساعة !
هناك ساعة ..
هناك وقت ..
رجعت أتحرى آخر مكان وقفت فيه لأغير من الجري إلى المشي ..
رجعت بسرعة طبعا .. !
أبحث هنا .. وهناك ..
سورة الضحى معي طبعا ..
ودعاء الضالة .. محفوظ !
و أقل من دقيقة ..
رأيت غلاف التذاكر ..
أسرعت إليه ..
لكنه كان فارغ ..!
ثم رأيت ورقة ملونة قريبة بعض الشيئ منه ..
وكانت التذكرة الأولى ..
الحمدلله ..
لكنها ليست باسمي ..
كانت باسم صاحبي ..
اتصال جديد من صاحبي ... وانا أقرأ التذكرة ..
هل وجدت شيئا ؟
نعم .. وجدت تذكرة ، لكنها باسمك ، وليست لي .. !
رد علي مسرعا : نعم كل التذاكر محجوزة باسمي ..
سألني ..ان كانت هذه تذكرة الذهاب أم العودة ..
انظر إلى تارخيها ..
قلت : تذكرة الذهاب ... .
قال تعال اذن بسرعة . مازال القطار واقفا ..
واشترى الأخرى من هناك ...
قلت : لا .. سأبحث عن الأخرى وسأحاول اللحاق بكم .. وإلا قطاري هو التالي ..
ثم عدت لأبحث ...
أحدهم يناديني ..
طبعا .. لا زلت لا أفهم الفرنسية .. ولكنه شد انتباهي !
هناك ..
لاحظت الورقة الأخرى ..
بل التذكرة الأخرى ..
كانت هناك ... على الشارع ..
ووجدتها أيضا ..
الحمدلله ..
عدت لأسبق جونسون مرة أخرى إلى المحطة ..
لعل وعسى ..
سألت احدهم وانا أجري عن قطاري ..
فهمت انه يريدني أن أنزل إلى الاسقل ..
ونزلت .. لكن أين بعد ؟
أشير بتذكرتي إلى أي أحد .. دلوني على القطار ..
سيدة قالت .. تقدم إلى الامام ثم إلى اليسار .. وكانها ترشدني إلى مسجد كبير ومأذنته شامخة ..
مشيت .. لكني لا اعلم أي يسار أدخله ؟
رجل آخر ..
يرى التذكرة .. ويرى ساعته ..
ويقول : لقد فاتك ..
قلت : لا .. أظنني سألحقه ..
يقول انتهى وقتك ..
قلت : لنجرب .
وكان يركض معي .. ويسأل معي ..
ثم دلني ..
رأيت قطاري ..
والقطار كان سيتحرك الآن ..
صرخت للرجل المسؤول على أبواب القطاؤ أن ينتظروني ..
ركبت بسرعة ..
ثم تحرك القطار بسرعة أكبر !
رن هاتفي مرة اخرى .. وانا الهث من جديد ..
رددت عليه : انا في القطار ... لقد ركبت معكم ..
لم يصدق صاحبي ماجرى لي .. وكان سعيدا حقا ..
وكنت أسعد !
الحمدلله ..
كان فلما سينيمائيا ممتعا ..
وكانت سورة الضحى ودعاء الضالة أبطاله ..
والحمدلله .. وصلنا باريس ..


يارب ..
نسألك أن توصلنا إلى فردوسك سالمين يارب ..
اللهم آمين .

هناك تعليقان (٢):

Ra-1 يقول...

مبروك المدونة :)

mr.helper يقول...

الله يبارك فيكم
:)

أسعدني المرور