الثلاثاء، ١٨ ديسمبر ٢٠٠٧

اقترب أكثر .. !

تأخرت ..
بل ترددت أكثر من مرة عند بدايتي لكتابة هذه الأسطر ....
فتارة .. أفتح برنامج كتابة النصوص .. في حاسوبي ..
وتارة أغلقه ...
أكثر من مرة ....
حتى اني تركت صفحة البرنامج مفتوحة لأيام ...
لأني وللأسف ..
مقصر فيه فكيف أكتب عنه وأصفه ..
للأسف مقصر ..
ولأنك يا حبيب غال عندي ..
فلا أريدك أن تكون مقصرا كذلك ..
لذلك سأكتب ..
اقترب أكثر .. !
................................
كنت في الباص ....
في الطريق إلى مسجد الهدى في بوردو ..
كان وقت صلاة المغرب .. حسبما أتذكر ..
وكان الشارع مزدحم ..
مزدحم جدا ..
حتى ان السيارات في الشارع واقفة .. من دون حراك ..
كل الأشياء .. من حولنا كذلك ..
بل أتوقع أن كل الناس كانوا كذلك أيضا ..
استسلموا للواقع ...
وظلوا من دون حراك ...
تماما .. كما هو حال كثير من أحبابي وأحبابك يا حبيب ..
عند مشاهدة صورة حبيب آخر من العراق مثلا .. قد قتل أو مايزال ينزف دما أثر انفجار ..
استسلام للواقع ...
ونحن أيضا ..
من دون حراك !
وكأن قلوبنا اعتادت ذلك !
................................
لكن قلبه كان مختلف !
كان يتحرك أكثر من ذي قبل ..
كان " يتقلب " بشدة أكبر !
لأنه وقتها كان بعيد ... !
ويريد أن يقترب .....
يحاول ...
ويبذل سببه ...
لعله يقترب أكثر ..
ثم اخذت خطواته تتحرك ..
أكثر .. فأكثر ..
حتى وصل لسائق الباص ..
لا أعلم بالضبط أي جزء من جسده كلم سائق الباص حتى يفتح له الباب ..
قلبه ... روحه ... لسانه ...
كلهم كانوا مشغولين ... يريدون أن يقتربوا ....
نزل من الباص ...
تحركت أنا هنا .. ونزلت من الباص أيضا ..
في البداية ....
لم أكن أعلم عنه شيئا ..
حتى حركته ونزوله من الباص .. لم أكن أعرف سببها ..
نزلت أنا أترجل إلى المسجد ...
رايته يجري برجله العرجاء ..
كان أعرجا ..
وبعد فترة قصيرة ..
وصلت للمسجد .. ووجدته يدخل معي .. !
كان أعرجا ..
آسف على تكراري للكلمة ...
لكنها أصرت لتتكرر !
وعندما دخلنا وأدركنا الصلاة مع الإمام ...
أحسست بأن قلبه هدأ ..
على الأقل .. ربما تقلباته كانت أقل ..
مما كانت عليه وقت الزحام ...
لأن في نفسه ظن حسن - بأنه اقترب !
اقترب أكثر ...
" كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ " [العلق : 19]
وكان حريصا على الصلاة في وقتها مع الجماعة ..
................................
ياحبيب ...
لن أذكرك بتقصيري .. ولا بتقصيرك ..
ولا ببعدي ولا ببعدك !
ولا بالزحام ...
ولا حتى بالاستسلام ...
لكني أذكرك بأن هذا الشخص كان شاب أعرج شاهدته في فرنسا !
فرنسا .. وليست الكويت ولا قطر !
مازال هناك وقت .. لنقترب نحن ايضا ..
من الآن ..
لنقترب أكثر .


6 ذي الحجة 1428
باريس - فرنسا .

هناك ٤ تعليقات:

صبا يقول...

الصورة اللى نقلتها لنا
حسستني بشعور رائع
اشلون حاول وحاول لغاية ما استطاع

طريقة سردك كانت جدا جميلة ومتناسقة

فقاقيــــع يقول...

قرأتها في موقع تصويرك ..
لاحطت بأني لا أمل قرائتك استاذي

بارك الرحمن فيك .. واصل ولاتحرمنا

Arabian lady يقول...

Mashala , isloob wayed raqi fe alta3beer :).
kint bagol shay 3an thread 3amel ilnathafa fe paris , my friend garat hal mawtho3 o 3ejabha no3ha kilish mat9om 5amees o athnain

bss abashrik min hal mawtho3 awal mara it9om ilyoum bss chthy lilah.
te2atherat min qi9ita o lik il ajer enshalla :)

( aldal 3la al5ayr ka fa3eleh ) hane2an lak o lah .

mr.helper يقول...

Arabian lady :
e5ty ilkaremah ..
shokran 3lah ilethafah il7elwa ...
as3dtny ilkalemat wo as3dny akthar mawthoo3 il9oom ... :)

allah yetgabal mena wo mnkm 9ale7 ila3mal ..

:)