السبت، ٧ مايو ٢٠١١

في باريس .. عز للاسلام .. في 4 أيام !



في باريس عز للإسلام في 4 أيام !


مساعد جمال الزايد



أكتب لكم وانا فوق السحاب ... طائرا ..
ليس داخل الطائرة فحسب ...
بل بروحي ... وانتمائي للإسلام العظيم ...

أيام قلائل فقط ..
بعد تطبيق القانون الجديد لحظر النقاب كليا .. بفرنسا !
وبعدها بأيام .. 22 إلى 25 من ابريل ..
شهدت فرنسا ، وعلى رأسها باريس تحديدا ..
عزا جديدا لأمة الاسلام ...
لا أستغرب خوف البرلمان الفرنسي من رقعة القماش تلك ..
لأن دين من يرتديه ، مرعب حقا .. ومخيف بشكل خيالي ..

ففي فرنسا .. البلد العلماني ...
كل اسبوع أكثر من 50 يدخلون الاسلام ..
وكل ما تغلق كنسية يفتح مسجدين ..
وبعد ماكان المسلمون يبحثون عن مكان للصلاة في المحلات والسراديب ..
صارت البلديات في محافظات فرنسا تدعو المسلمين لبناء المساجد .

لكن الحدث الأهم ....
كان المؤتمر السنوي لاتحاد المسلمين في فرنسا ..
والذي كان بمشاركة قادة العمل الاسلامي من أوربا ..
وبعض العلماء والمشايخ من الخليج والوطن العربي ...


كنت هناك ...
وعشت بكل كياني معهم ..
مع المشايخ والدعاة ومع المسلمين الفرنسيين أنفسهم ..

داخل أهم المراكز الفرنسية حيوية ...
داخل القاعات المخصصة لإقامة معارض الأسلحة والطائرات والصواريخ الفرنسية
في منطقة ( بوجيه ) في باريس .


وبدل تلك الأسلحة والصواريخ ...
كان اجتماع لأكثر من 150 ألف مسلم .. بل أكثر ...
وحتى القاعات .. لم تسع لكل هؤلاء في كل الاوقات ..
بل أغلقت الأبواب في بعض المحاضرات للزحام الشديد ..
مهما قلت لكم .. عن ذلك المشهد الخيالي ... لن تصدقوني أبدا ...


الحدث كان في 3 قاعات كبيرة .. كبيرة جدا ..
قاعة رئيسة للمحاضرات بشاشاتها العملاقة .. أكثر من 6 شاشات ..
وقاعة خاصة لمعرض تسوق .. ولجان خيرية .. وأوقاف اسلامية فرنسية !
وقاعة كبيرة أخرى مقسمة بين مصليات للجنسين وبين مساحات للاستراحة والنوم ..

كما كانت هناك عدة خيام كبيرة ..
خيمة لمسابقة القرآن ...
خيمة لافتاء المسلمين ....
وخيمة للصحافة والتغطية الاعلامية ..
ومكان مخصص لالتقاء المشايخ والعلاماء والضيوف ...
كل هذا بباريس .. لا تنسوا ...

كانت الأيام التي قضيتها هناك كنز ..
كنت مع أهم علماء أوروبا .. أسألهم .. وأحاورهم .. حتى طعامي .. كان معهم .
وكان أغلب وقتي مع الشيخ محمد العوضي ...
ومع شيخا المملكة عبدالله بصفر والمصلح ..
والشيخ عصام البشير من السودان ...
وخطبته للجمعة عن الحكمة والتي لحقها اسلام امرأة فرنسية ...
وتركت هناك قبلة ...
على رأس الشيخ راشد الغنوشي ..
الذي لم يسافر ولم يخرج من حبسه في بريطانيا منذ 25 سنة .
حيث كان هو الآخر ... هناك !


مؤتمر هذه السنة كان يدور عن القيم والاخلاق ..
كانت هناك المحاضرات .....
والحوارات ...
واللقاءات ...
كانت هناك الأناشيد ..
كان هناك التكبير ....
وما أجمله من تكبير ..
كان عاليا جدا .. .. وكل ما كبرت مع المكبرين ..
أحسيت بنشوة كبيرة ... لا احد يستطيع أن يمنعني ان أصرخ ..
الله أكبر ...
لا أحد .. يقدر أن يمنعني أن أكبر خالقي ..
هناك مع اخواني الفرنسيين المسلمين في فرنسا ..

ومن أول يوم في المؤتمر ..
بل من عند وصولي في المطار ..
كان معدوا المؤتمر شعلة حب ونشاط !
أدهشتني جدا .. أخوتهم ..
تواضعهم ، تضحيتهم ، سهرهم على راحة اخوانهم ...
اخوانهم المسلمين ... الذين جاءوهم من كل بلد .. الى فرنسا !

جمال ... الفرنسي ..
من حمل حقيبتي وأخذني من المطار ..
يقول لي : أنا هنا لخدمتك ... مع كبر سنه !
أما أبو المنذر ...
الشيخ الذي كان يوصلنا من وإلى المؤتمركان أكبرمن أبي حتى !
وغيرهم الكثير لم أحفظهم ..
كانوا يتعبدون الله بأرقى انواع العبادة ... بمساعدة اخوانهم .. وخدمتهم !
ولا أستطيع أن أقدر او أرد جزء من عطائهم ... سوى الدعاء لهم ..


هنيئا للمسلمين ... بتلك الجهود ..
بذلك التنظيم ...
بذلك الفوج الهائل من الزوار والحضور ...
بهذه البركة ...
وكل الشكر على دعوتهم ...
كل الشكر لرئيس الاتحاد السيد فؤاد علوي ..
والسيد ندير حكيم .. وكل من شارك في المؤتمر .. جزاهم الله كل الخير وأكثر ..

أتحدى أي دولة في العالم أن تسمح بوجود مثل هذا الاجتماع العظيم ..
كم هو عزيز ذلك الاسلام ... حتى في فرنسا .. !
وبعد قرار منع النقاب الأول في العالم !

عزيز .. يا ديني !
أخبركم بسر ...
والله .. لم أعش في حياتي كلها بعزة أكثر من عزة ديني هناك !
نعم .. هناك في باريس فرنسا !

ليست هناك تعليقات: